متاهة الأنبياء ، متاهة العدم العظيم.
في هذه الرواية ،يعتمد الروائي بُرهان شاوي تقنية “الماتروشكا” الروسية وكذلك تقنية “الصندوق الصيني” ،حيث تتداخل الروايات ،ليس على طريقة ألف ليلة وليلة ،حيث تروي شهرزاد رواياتها المتداخلة والمختلفة ، وإنما هنا تتداخل الروايات لتعيد نفسها في زمان ومكان مختلفين ، وبأسماء شخصيات جديدة ، لكنها تعيد دورة الحياة البشرية ، وجوهر الأحداث ،نفسها.
إنها محاولة لإعادة تشكيل وقائع الحياة القاسية والفجة بشكل جمالي، وإقتناص لحظات الاختلاف بين الحياة الواقعية وبين إعادة تشكيلها وسردها أدبياً، لكن السؤال يطرح نفسه:إلى أي حد تصلح التجربة الحياتية لكي تكون تجربة روائية؟ وأين،ياترى،تكمن حقيقة الأشياء والأحداث ؟ في التجربة الحياتية والواقعية الغامضة ، وفي اللغة المسكوت عنها ، أم في الوقائع الروائية الفاضحة واللغة الصادمة في النص السردي الروائي؟
رواية عن الأقدار المأساوية للبشر،وعن الشك والإيمان العميق الذي يقود إلى شك جديد ، وعن سوء الفهم بين البشر الذي يقود بين الفاجعة والقطيعة..إنها رواية عن الغرائز الجامحة ،وعن الحب المحاصر بالنوايا المريبة.. رواية عن الإنسان في متاهة هذا الوجود .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.